وأتنفَّسُ الحياة ~


لماذا قررت أن أمارس الرياضة؟
أوت 24, 2019, 9:37 م
Filed under: نَفَسٌ عابر .. | الوسوم: , , , , ,

خلال أيام عملي لم أشعر برغبة في إعداد وجبة الفطور، وربما لم أكن أعترف بهذه الوجبة. كان المجال متروكاً للـ(فوضوية) و (أي شيء موجود) وأيضاً (بحسب الوقت). فإن تمكنت من إعداد (سموذي) أو سلق بيضة، أو التقاط علبة زبادي من الثلاجة، أو أخذ (ظرف لاتيه مع بسكوت الشوفان) فهذا شيء جيد.
وطبعاً هذه (الأكلات) ليست محسوبة ضمن جدول الوجبات، فلا بأس أن أتناول قهوة بالحليب مع الشوفان (كفاتحة الريق) ثم أفطر مرة أخرى إن قرر زميلاتي أن يطلبن فطوراً من أحد المطاعم، ثم أجوع وآكل وجبات أيضاً غير محسوبة في ذهني أنها (أكل له وزن وقيمة غذائية) مثل الشوكولاتة ورقائق البطاطس. هي مجرد (تصبيرة)، خصوصاً أنني أظن أن اختياراتي (صحية) أو (مفيدة) !

Snapchat-1870783969.jpg

الوجبات (الصحية) و (المفيدة) في درج مكتبي آنذاك 🙂

 

ثم يقرر زيادة وقت العمل ساعة إضافية، ونتيجة لهذا يزداد الجوع وتزداد هذه الوجبات كمية وعشوائية. ثم أرجع البيت أتغدى أيضاً 🙂 !
كان وزني مناسباً ويقترب للمثالية، لهذا فإن المجال مفتوحاً للعشوائية في الأكل، لكن ذلك لم يدم طويلاً، لم أستوعب إلا و (كُم) القميص كأنه صار ضيقاً. تجاهلت الموضوع لكن لازمني هذا الضيق في بقية ملابسي وفي مناطق أخرى غير الكُم!
وبدأت أشعر بالتهديد فعلاً حينما كنت أتسوق وأقف عند القطعة وبدلاً من أخذ مقاس S بشكل تلقائي صرت أفكر بأخذ المقاس M. ناهيك عن الرقم المرعب في الميزان والذي لم يسبق لي الوصول إليه.
كل هذه إشارات خطر وصافرات إنذار في عقلي 🏴‍☠️ أن (توقفي) وحسّني نظامك!
خلال هذه الفترة أيضاً صادف أن راودتني فكرة الالتحاق بنادٍ رياضي لتعلم السباحة (لمدة شهر – 4 أيام في الأسبوع).
فرحت بهذه الفرصة وأن النادي قريب، فبالإضافة إلى أنها تحقق لي هدف تعلم السباحة فهي رياضة وتحرق سعرات ولعلها تحرق لي جرامات من وزني أيضاً.
التحقت بالنادي. تحسبون أنني حسّنت نظامي الغذائي؟
أبداً.
بل قلت في نفسي (أنا أحرق سعرات حرارية فلا بأس بنظام الغذاء الذي أنا عليه الآن).
تعلمت السباحة خلال الشهر ولم يتغير شيء في وزني.
لكن الذي لاحظته خلال الشهر أن نفسيتي ونشاطي كانا أفضل من بقية الأيام، وأن السباحة مرهقة لكن إن رجعت للبيت أكون نشيطة وأكثر حيوية.
أعجبني أثر الرياضة في نفسيتي (بالإضافة لهدفي الأساسي وهو حرق بضعة كيلوات) فقررت الاستمرار والالتحاق بنادٍ رياضي آخر.
رغم الصعوبات التي واجهتنني قبل ذلك والمقارنات والتفكير بالجدوى مقابل التكلفة المادية وغير المادية، لكن الموضوع كان يستحق التضحية والخروج من منطقة الراحة.

في بداية التحاقي بالنادي استمررت في غيّي والأكل العشوائي، ثم مصادفةً سمعت إحداهن تقول: (جسمك 30% رياضة و 70% أكل) !
اها.. يعني أن الرياضة لن تحدث لي فرقاً كبيراً ما لم يتحسّن أكلي 😦 .

من هنا خضت تحدياً مع نفسي في البداية هو: التوقف عن أكل رقائق البطاطس (الشيبس) لمدة أسبوعين.
وخلال هذا التحدي تزامنت أمور ألزمت نفسي بها وهي:

  • التوقف عن فوضوية الأكل خصوصاً الوجبة التي تفتح الريق والتي لا تعد إفطاراً أصلاً. كل هذه المأكولات الجانبية هي بمثابة تسريبات للجسم غير ملحوظة في نفس الوقت لكنها على المدى البعيد تؤثر جداً.
  • متابعة حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي تهتم بالتغذية الصحية. لا أسعى لتطبيق النصائح والتوجيهات ولا أذكر أنني طبقت شيئاً لكن كثرة ظهور مثل هذه الرسائل يجعلها في عقلي الباطن وبالتالي أكون أكثر دقة ومحاسبة لما آكل ولنشاطي الرياضي وقد تلهمني أفكاراً جيدة بالإضافة إلى أنها محفزة، فحين ترى نشاط الناس وعنايتهم بهذا الجانب يزداد إصرارك أن تلحق بهم – دون أن تشعر -.
  • معضلة (الجوع) بسبب زيادة وقت العمل كان الحل لها في تحضير وجبة مسبقاً لأتناولها وقت الظهر:
    بدأت بتحضير (كمية) من السلطة المشبعة والتي تغطي أسبوعاً كاملاً، وفي كل يوم أقوم بتعبئة العلبة التي آخذها معي من العلبة الكبيرة.

 

ومن حماستي أيضاً اشتريت علبة للوجبات أو كما تسمى (Lunch box)
20181110_225730

 

ثم قلت لم لا تكون السلطة وجبة مشبعة أكثر، فكانت (الساندوتشات).

20181219_2354252.jpg

كان الأمر نوعاً ما ممتعاً في بدايته، ثم ما لبث أن أصبح هماً متعباً، فعلي تحضير وجبتي وإلا سأستسلم للأكل العشوائي في المكتب! خصوصاً مع تحضير وجبتين (فطور وغداء).

بحثت عن بدائل جاهزة تصلح لتغطية وجبة (شبه الغداء). وقع اختياري على بعض الأشياء لكنها أيضاً لم تكن عملية أو مرضية:

Snapchat-17885718342

 

وأخيراً وصلت إلى التصرف المناسب – والذي لزمته حتى الآن – وهو تأخير وجبة الفطور (فبدلاً من أن تكون في الساعة 8:30 لا بأس أن تكون في الساعة 10:30) ثم تناول وجبة خفيفة ظهراً في الساعة 12:30 أو الواحدة، ثم لا بأس أن شعرت بقرصات جوع خفيفة لحين عودتي للبيت وتناول الغداء.

 

ونتيجة لذلك وبعد مضي 6 أسابيع من التحاقي بالنادي خسرت 2 كيلو دهون، وزدت 700 جرام عضل! 😍

هذه النتيجة دفعتني لمزيد من (تحسين الأكل) وزيادة المجهود البدني.

ورغم أنه قد مضى الآن 11 شهراً من التحاقي بالنادي لكني لم أصل لدرجة أن يكون لديّ ميزان لقياس الأكل وحساب السعرات. وبالمقابل: خسرت 4 كيلو دهون، وزدت 1,2 كيلو عضل + الصحة النفسية صارت أفضل + اللياقة أفضل بعشرات المرات، فعلى سبيل المثال حين ذهبنا للعمرة لم أشعر بألم العضلات المعتاد + لم أضطر لشراء ملابس جديدة بقياس أكبر ☺️ + أصبح لديّ متنفس ومكان لتغيير الجو أذهب إليه في حال كنت أشعر بالملل وعدم الرغبة في الذهاب للأماكن المعتادة مثل المجمعات والمطاعم + تكوين علاقات اجتماعية جديدة.

ولا أنكر أن هذه النتائج كلفتني على المستوى المادي: تكلفة الاشتراك + تكلفة المواصلات + تكلفة الأغذية + تكلفة الملابس الرياضية، وعلى المستوى غير المحسوس كلفتني: الوقت + التضحية بأهداف أخرى + تقليص وقت الترفيه الذي كان يصرف في مشاهدة الأفلام أو غير ذلك + تقييد وقت النوم وأوقات الأكل لتناسب أوقات الذهاب للنادي + الوقت المصروف في إعداد بعض الوجبات + تقنين الوجبات وضبط كمياتها وتجنب بعض أنواع الطعام.

لكني بكل الأحوال سعيدة بنمط الحياة هذا وما زلت أبحث في طريقة لضبط الوقت لأتمكن فيها من تحقيق أهدافي الأخرى. 😇

ختاماً:

  • أهدافك أنت من يقرر جدواها بالنسبة لك ومتى وكيف تصل إليها.
  • لا تنتظر أن تحقق أهدافك بشكل جماعي مع أصدقائك.
  • السعي للهدف رحلة ممتعة ولا بد من وجود التضحيات فيها.
  • قد لا تصل لهدفك بنسبة 100% لكن الجيد في الموضوع أنك تحاول وتعمل الآن.
  • مع انفجار العالم المعلوماتي ووسائل التواصل الاجتماعي يوجد الكثير من مضيّعي الوقت، وبالمقابل يوجد من تعينك متابعتهم على تحقيق أهدافك. فاحذر من الصنف الأول وتابع الصنف الثاني.

2 تعليقان so far
أضف تعليق

اشتقنا لتدويناتك …❤️❤️

الرياضة +الأكل الصحي لها دور كبير بتحسين النفسية وتزيدك حيوية ونشاط وطاقة

انا تركت الرياضه لي سنة والحين أحاول ارجع لها بس عجزت ☹️

اتمنى ارجع مثل قبل

تعليق بواسطة Sarona

حبة حبة، واتخاذ قرار سريع وتجنب التفكير بالجدوى والتخطيط قد يكون مفيداً أحياناً 🙂

وأهلاً بك 😘

تعليق بواسطة روح




أضف تعليق