وأتنفَّسُ الحياة ~


أقومُ قيلا

أهلاً بكم..

21394850

قرأت ثناءً كثيراً يخص هذا الكتاب، وقلت في نفسي سأجد فيه ضالتي حتماً. منّيتُ نفسي بقراءة عظيمة ومثرية وكنت أحاول إنهاء كتاب كنت أقرؤه لأجل البدء في هذا الكنز.

بدأت في قراءته وفي نهاية كل فصل كنت أقول الفصل التالي سيكون أفضل حتى انتهى الكتاب وفاجأتني الخاتمة والتي تقول: “ابدأ رحلتك في الاكتشاف” وكأن خلاصة هذا الكتاب هي توصية بالبحث والاكتشاف، لا توصية وتلخيص لمحتواه.

أعتذر لكل من قرأ الكتاب وأعجبه وتحيّز لرأيه ورى أن رأيي بعيد عن جادة الإنصاف. لكن حقاً لم يعجبني الكتاب وأخذ صيتاً أكثر مما يستحق.

  1. بأساس أن موضوع الكتاب يتناول قضية الإلحاد، لكني لا أراه البتة تعمّق فيها، مجرد عرض سريع لمقتطفاتٍ من هنا وهناك يجمعها شيءٌ هلامي غير مرئي بالنسبة لي.
  2. الكاتب على قدر من المعرفة والعلم لكن كتابه يفتقد الأسلوب العلمي خصوصاً أن المواضيع التي تناولها تحتاج هذا النوع من الطرح، ويتّضح جلياً من خلال طريقة عرض المعلومات أن صاحبها هاوٍ وليس متخصّصاً.
  3. الأسلوب يختلف من فصل لآخر، فتارة يبدأ الفصل بقصة ثم يروي المعلومات في سياق قصصي وتارة بشيءٍ من التاريخ وتارة بمعلومة. فضلاً عن أنك تقرأ الفصل ولا تدري عن أي موضوع سيتطرق الكاتب هذه المرة.
  4. يوجد تشتت وتبعثر في المواضيع وعدم موازنة في الطرح؛ فبعض المواضيع طُرحت بإسهاب وتفصيلات لا أراها بتلك الأهمية وبعضها طُرحت بشكلٍ سريع وغير كاف.
  5. الكاتب كتب آراءه فقط ولم ينقل معلومات ويحققها من مصادرها. أما المعلومات التي أوردها فكتب منها ما يدعّم وجهات نظره ولم يورد الاختلافات في هذه المعلومات.
  6. وأخيراً.. الكتاب عبارة عن تغريدات بحجم كبير. (شوية سواليف على شوية معلومات على بعض الأدلة والصور) وهكذا أخرج لنا هذا الكتاب الذي كان أجمل ما فيه من وجهة نظري هو غلافه 🙂

من باب الإنصاف أريد أن أقول إن الكتاب صحيح فيه إضاءات وإثراءات لكنها لم تُطرح بالشكل الذي يجعل القارئ يتشرّبها ويرسّخها في ذهنه. نجح الكاتب في استعراض معرفته لكنه لم ينجح في إيصال هذه المعرفة لذهن المتلقي بالشكل الجيد.

الكتاب سيعجب القراء الذين يحبون الاختصار و (الزبدة) والكتب الخفيفة بشكل عام. أما الباحث عن الإثراء المعرفي فقد يستفيد من الشيء اليسير مما ورد في الكتاب. ولو أن الكاتب لم يستعجل في طرح كتابه وأخذ وقته فيه لربما استطاع أن يخرجه بشكلٍ أفضل.

هذا رأيي المتواضع والمختصر جداً والذي كتبته دون الخوض في تفصيلات ومواضيع الكتاب. تجدون آراءً أكثر تفصيلاً هنا

أما عن الكتب التي من نفس نوع هذا الكتاب فقد انتشرت كثيراً.. وهي ما أراه (تغريدات) أكثر من كونها كتباً؛ فتجد أن صاحب الكتاب لم يكلّف نفسه سوى جمع تغريداته وتصنيفها في كتاب، أو أخذ تغريدة معينة من تغريداته (والتي لا تخرج عن كونها خاطرة) وإطالتها قليلاً لتملأ صفحة أو اثنتين بدلاً من كونها في 140 حرفاً. هذا النوع من الكتب سيعجب المبتدئين في القراءة أو الذين لا يصبرون على قراءة كتاب ثريّ، فهم هنا يُشعرون أنفسهم بالإنجاز أنهم يقرؤون كتاباً وهم في الحقيقة لا يقرؤون سوى تغريدات! ثم ينشرون معرفتهم بهذا الكتاب هنا وهناك ويسوّقون له ويعطونه أكبر من حجمه. لا أدري بعد عدة سنوات إلى أين سيصل مستوى الكتب سواءً العلمية أو الأدبية لو انتشر هذا النوع (التغريداتي) من الكتب واستمر كثيراً في اعتلاء أرفف (الأكثر مبيعاً).

تحمست مرتين لقراءة ما اشتهر وذاع صيته، إحدى المرتين كانت خاصة بكتاب أقوم قيلا، أما الأخرى فهي لكتاب (أنا وأخواتها).

وأخيراً، لا تستعجل أيها الكاتب في إصدار كتابك. إن إعجاب المبتدئين بكتابك ليس دليلاً على تمكّنك. وتغريداتك التي تكتبها فبإمكان الكثيرين كتابة مثلها. لا تستمع لمن يزيّنون لك تجميع ما تكتبه في كتاب. ابق في النشر الإلكتروني حتى ينضج قلمك. وشكراً.


اكتب تعليقُا so far
أضف تعليق



أضف تعليق